تمـيمـة

محمد إقبال حرب

مجموعة عصابات، ناموسُها الشيطان، أفكارُها داكنة كلَيل أُطفئت مصابيحُ سمائه، تتغذى على ويلات وبلاء الآخرين. أفرادها يأكلون كلَّ شيء، يقتلون بلا شفقة كلّ ذي روح، يدمّرون كلّ جميل ويُسكتون ضِحكات الأطفال بوحشيّة الضباع. أطفالُهم يرفلون في عالم من الشناءة والسَخط والكراهية، يلوكون الضغينة قبل رضاعة الدم الفلسطيني والعربي بلذّة رقصهم على جثث أترابهم العرب. يتعلّمون أن سفك دماء العربي تميمةٌ تمنع “هولوكوست” جديدًا، بل يتعلمون أن سفك دماء العربي عامة والفلسطيني خاصة قربانُ ربّهم الدموي.

إنهم عُصارةُ الكراهيّة، والضغينة والعداوة، آكلو لحوم البشر، مصاصو الدماء، ناهبو الأرض، لا توقفهم قيمٌ أو أخلاقٌ أو مناقبُ تحت شعارات نجسة يحملونها حقدًا وكراهية، تصفُ العرب، الذين آووهم بعد طردهم من مجتمعات ودول عدّة، بالحيوانات والعبيد. تفننوا متلذذين بالتنكيل بالفلسطينيين في غزة وأنحاء فلسطين وقتلهم، تمهيدًا لتفتيت وتشتيت باقي دول الجوار كما صرح حاخاماتُهم.

ها هم يرقصون فوق الجثث، عرباتهم المدرّعة تتأرجح فوق جثة حامل وتسحقُها حتى يخرج جنينها قطعًا. يترصّدون الأطفالَ كثعابين الغابة بأنيابٍ تقطُر موتًا زُعافًا. ها هم يجرّدون الرجال من ملابسهم إمعانًا في إذلالهم وتحقيرهم تحت أعين العالم المتحضّر الذي أغرقنا بدروس الديمقراطية والإنسانية، وهو لا يملك منها شيئًا. ها هم يقطعون الماء والكهرباء عن كل ذي روح في غزّة حتى مات الأطفال الخدّج من دون أن تُشرق عليهم شمسٌ.

الغريب، أن زعماء الدول العربية المحيطة بفلسطين أسوأ من هذا كله.

لقد تنازل العرب عن مفخرتهم بالذود عن إخوانهم، وإغاثة الملهوف ونصرة المظلوم، ويفتخرون  بأنهم أعطوا بني صهيون فرصة مئة يوم فقط لتصفية حماس وجعل غزة “مرآب سيارات”. راقب العرب تدمير غزّة وقتل كل ما فيها من حياة، قبل صلواتهم وبعدها، ودعوا الله أن ينصُر العدو على إخوانهم. لم تتحرك خليّة وجدان في أجهزتهم النتنة، بل تنفسوا رائحة موتِ أهل غزّة بدلًا من صُعداء الحرية. منع بنو صهيون الماء والغذاء والدواء عن غزّة فساندتهم دول الجوار في إحكام قبضة الحُكم العنصري الفاشي الدموي.

ها هم بنو صهيون يتنشقون عطرَ دماء الشُهداء والقتلى والأبنية المدمّرة من نظام عُنصري حاقد كريه لكل ما هو إنساني. ها هم ينظرون إلى الخونة من زعماء العرب وزبانيّتهم ويقولون لهم “هم السابقون وأنتم اللاحقون”.