كلمات حروفها صلاة
وفيق غريزي
ليهنأ المكان للتائه المشرّد
لحمايته من النار والصقيع
كائن مهووس برجفة السراج
شعلة تضيء بيته الوحيد
مغمورا بالهموم، بالأحزان، وبالتعب
نتلو عليه دعاء الشفاء
لا يحتاج قلبه إلا السكون
كلمات تكون دليل علامة
حروفها صلاة
العقل نار تخترق المجهول
بكل ركام الجسم يجاري النجوم
يزيل الحدود من بين التخوم.
***
كل الدروب اقفلت
لن نقدر أن نمضي ضياعا
ضجيج خطونا عن السير انقطع
الشوك النابت رأيتك تقدم عليه
وحيدة تبقى الأمسيات
في معاجم الذكريات
ظل خلف الظلال لن يكون
العشب الذي يغطي وجوهكم
اضحى يباس
لمن ايها المتوحّد تقرع الاجراس؟
سوف تموت سريعا من كثرة النعاس.
***
نيران الأشواق صارت رمادا
وذكريات
صوت جناح مطبق..
صوت فكر..
حسبكم أن تتحملوا ثقل العتاب
سأقهر النوم، لأجلكم افتح الابواب
لأجلكم اجعل الماء “سراب”
النجوم على الأغصان انهمار
القمر المقرون بهمسة السمّار
وجدته امامي ينهار
وحيدا انت يا رفيقي
داخل الأسوار
ترغب الليل أكثر إشعاعا
من ضوء النهار
يودع مصيرك في ذمة الأقدار.
***
الخيبة تلازمنا في الليل والنهار
سيلها يثلم الوقت فجرًا ومساء
الريح حولنا تتلو الصلاة
احببت عذوبة الأمطار
كرهت شياطينها الأقطار
علامة سوداء تحملها
الحجارة.. المياه.. وأوراقها الأشجار
رغم كثرة المحن
ثمة كائن يزرع الفتن
هاكني عدت إلى الحياة
أوصلك ايها المشرّد
إلى عرش الحضور
المغطى بالضباب وبالظلال.
***
بالأمس كنت ورقة صفراء
حرًا في أن أحيا أو أموت
غير أن الوقت عواء ذئاب
في جحور الليل يعمق حزن القباب
في مقامات الخراب
لم يعد الوقت “ذهب”
ورود الأيام تنثر اوراقها
فوق الدروب
آلامنا احجار تتراكم على احجار
ترشح بالأحزان
كما طيور الماء تمحو الضفاف
كما ريح الصباح،
فجأة
تفتح كنوزها الأسرار.
***
يتهيأ لي أن
المجرات المشعّة في انعتاق
منا تقترب
الظلام خلف الشهب يطرد الظلام
غصون تحاور “اغصان”
نبض نور مختلف
يعلق عل الاجفان
يتهيأ لي
اننا دخلنا روضة حيث الملاك
اعاد لنا وجه الرجاء
في أحد الاحلام
الأبدية تخرج من جوف الثمار
أهديتكم ثمارا تلد الأشجار
مبتسمًا.. مبكرًا.. حالمًا.. مبللّا
دومًا هو القرار
انعكاس نجم دائم الحراك
فوق اعشاب البحار….
