ربع قرن على  رحيل أمير الشعر اللبناني أسعد السبعلي (1910-1999)

Views: 413

سليمان بختي

ربع قرن مضى على رحيل الشاعر اسعد السبعلي  1910-1999 ولم يزل اسمه حاضرا ناضرا في صفحة الشعر الخالدة.

لقبه الشاعر امين نخلة بلقب مميز  حين قال:” اسعد السبعلي  هو امير الشعر اللبناني”.

تعلم في مدرسة تحت السنديانة ومنها إلى مدرسة الطبيعة والحياة.

هو من تلك القلة من الشعراء الكبار بالعامية الذين اعطوا لهذا النوع من الشعر اللبناني  نكهة ونصارة وبريقا.

كتب اسعد السبعلي لغة الحياة والناس  اللغة الطالعة من ترابها من ارض الريف.

أبدع السبعلي في القصائد التي غناها الكبير وديع الصافي. ونذكر منها: “طل الصباح” و”الدير المهجور” و”يا بيتنا الخلف الضباب” و”غابت الشمس” و “ياختي نجوم الليل” و “ولو” (غناها عبد الحليم حافظ) وغيرها.

وبحسب كتاب روبير فرنجية ” غابت الشمس “ان السبعلي كتب 83 اغنية لوديع الصافي و 34 اغنية لنصري شمس الدين،  وكتب لصباح ونجاح سلام ووداد وهيام يونس وجوزف عازار ومروان محفوظ . وكتب اغان للأطفال. ويروي السبعلي انه كتب قصيدة “طل الصباح “ولم يكن خلالها يملك ثمن علبة سكائر.

كتب مرة قصيدة رائعة  بعنوان ” طقمي الجديد”.يقول فيها:

“عتق عليك العمر يا طقمي الجديد/ انحل خيطك والفرج بعدو بعيد/  ولو في بدل عنك عرضتك من زمان/ صارت الرقعات فيك مرقعا / تفيق معي لونك الاصلي كيف كان/صرت مهري ويخاف تقشط ع الطريق/  لو جيت تأ اكويك ما بتحمل كوي/   نازل خميرة متل التين المستوي/ ما فيك يشفع فيك غير كلمة نضيف/ ونضيف نوعين المعاني بتنطوي/  صرت انتيكا وصورة عمري فيك/ ليش الحكومة ما شالتك من بالها/ لازم لمتحفها يا طقمي تشتريك/ رمز الأديب بعيد استقلالها/”.

 ترك السبعلي العديد من المجموعات الشعرية نذكر منها. “عطور من لبنان”، و”هادا لبنان”، و”من لبنان”، و” ديوان السبعلي”، و”حكايات”، و” سلوى “، و” منجيرة الراعي”، و”حنة”، و” نقلة كنار”، و”اشواق من أميركا”،و”مذكرات السبعلي”.

  اذا هبط السبعلي من قريته الى بيروت فمقره في مقهى الجميزة. وعندما اندلعت الحرب استقر في قريته  سبعل. قال غير مرة:” ان الحرب جعلتني احب وطني بشكل أفضل كما أنها زادتني صلابة  وتعلقا اقوى بالارض”.

 لم يغادر  السبعلي أرضه ولا قريته ولا وطنه . كانت بيروت له اخر حدود الدنيا.

كتب الاف القصائد في لبنان وقراه ونجومه المعلقة. وكل قصيدة هي حكاية من لبنان تدفعه إلى الكتابة. غمره فرح كثيف حين صارت السنديانة التي يجلس تحت ظلالها الوارفة في القرية تحمل اسم “سنديانة السبعلي”. ومنها خاطب العصافير والاغصان واستوحى العديد من القصائد. اسمعه يقول في قصيدة “قلم” : “رفيقي قلم محتار شو بقلو/ تعبان رافقني العمر كلو/ضحكنا سوا بكينا سوا/ تحمل معي ظلم الهوى/  ينطر معي الحلوين تا يطلوا/”.

 

قال عنه الشاعر سعيد عقل:” اسعد السبعلي اوجع الحجر”.

وبالفعل اسمعه  يقول في اخر قصائده  “عتق الايام “:

تغير البيت … تغير صحابو/ شي بعدهن، شي سافروا لبعيد/ عتق الايام ع بابو/  وما ضل بالبيت العتيق جديد/ غير الحجر والطير والقرميد/”.

ذات مرة كان في زيارة للبطريرك المعوشي  الذي مشى معه مودعا عند أسفل الد رج وقال له:”ليك يا اسعد اسلافي كانوا يودعو  المفوضين الساميين لهون  وانا شوف وين بدي ودعك”.

 دخل اسمه في موسوعتي لاروس  وبريتانيكا.  ونال وسام المعارف والاستحقاق  اللبناني. 

ولكنه عندما اغمض عينيه عن حطام الدنيا وآخر نسمة في قريته لم يكن في وداعه سوى ابطال قصائده وعصافير السنديانة والاهل ورفاق الدرب وحفنة من الأصدقاء.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *