أتهاجرُ مغمضَ العينين؟
وسام سري الدين
*رثاء الدكتور وجيه فانوس
يا لَحزنِ الدنيا
لمَن تبسمُ بعدَ ذَيّاكَ الرحيل؟
كلّ ما بحثتَ فيه وعنه
يبحثُ الآن عنك
أتهاجرُ مغمضَ العينين؟
با لَطعمِ المستحيل!!
ما مثلكَ يتعَبُ في الشدائد!!
أتذهبُ لترتاح؟
من سيكتبُ للناس.. للمثقفين
عن طلاسم الوجود
عن صحرائنا، عن عبثِ القبائل..
وأجمل الرسائل؟
للفكرِ للقلوبِ العِطاش
لأمطارِ الروح
أن انزلي فوقَ الأرض اليباس
ما كانت وصيتك لنا
ونحن في هذا الوحل؟
أسرجتَ خيلَك سِرّا للرحيل
ملأتَ الكأسَ عِلمًا حتى فاض
فأسقيتنا
كنت عليلًا صامتًا
ملأتَ كأسكَ حبّا
ولم تشرب
وضعتَ يديكَ في جيبَي حزن الوطن
ومشيتَ يائسًا
هذا الوطن يخجلُ منك
على أكتافكَ التصقَت آثارُ خشيتِكَ عليه
مع كلّ شهقةٍ تنفستَهُ
مضيتَ توائمُ بين الثقافات، بين العلم والخير والمحبّة..
تحثّ على المواطَنة..
زرعتَ لنا بذارًا فأينعَ وعَلا
يعجزُ عن اقتلاعِه ماردٌ
خَطّ دربًا من الأمنياتِ الصاغرات..
الرحمةُ عليك
الرحمةُ على الأحبّة.. غادروا
أطفأوا الدنيا.. واستداروا
نحملُ قناديلَ الإيمانِ، نتتبعُ أثرهم..
لا نجدُ غيرَ حزنٍ ودمعٍ وحرقةٍ
وفورانِ حَنين
ومحبةٍ لا تنقطع
وقنديلٍ لا ينطفئ
