مارونُ الحاجْ… شاعر "وراق الزمان"

Views: 383

برعاية وزير الثقافة روني عريجي، ممثلا بالمدير العام للوزارة فيصل طالب، وبالتعاون مع بلدية زغرتا – إهدن، وقّع الشاعر مارون حنا الحاج ديوانه الرابع “وراق الزمان” في مسرح بلدية زغرتا- قاعة بيار فرشخ، بحضور عدد من شخصيات المنطقة وفعالياتها… وهنا كلمة الشاعرة
نَدى نعمه بجاني في المناسبة:
كَمْ أَنْتَ شاعِرٌ مارونُ الحاجْ!!/ تَسْتَمْطِرُ الإبْداعَ صُوَرًا مُتَقاطِرَةً، كَأدْمُعِ العِنَبِ/تُصَلّي في مَعابِدِ النَّجوى لَتَعْتَمِدَ أَحْبارُكَ بماءِ الذَّهَبِ/وَتُدَوِّنَ شَعائِرَ، حافِلَةً بحُبِّ الخَلْقِ/وَخَمائِلِ الفِكرِ المُحَلِّقِ في المَدَياتْ../ فَمِثْلُكَ حُضورُهُ في الشِّعرِ يُغري/وَمِثْلُكَ يَمْلأُ أَصابِعَهُ مِنْ مَعاصِرِ الحِبْرِ/لِيَبوحَ باعْتِرافاتٍ رَخيمَةِ النَّبراتْ/وَتُسافِرَ في عَيْنَيْهِ مَلايينُ الكَلِماتْ.
وَما بَينَ مِئْذَنَةٍ، وَكَنيسَةٍ/قَلبٌ يُقيمُ صَلاتَهُ بمآثِرِ النَّبَضِ/إذْ أَنْجَبَ ألْوانَ العَقيقِ مِنْ صَدْرِ الشَّمسِ/في سيرَةِ هَوًى مُضَرَّجٍ بخُطوطِ الذّاتْ،/أوْرَقَتْ، وَصْلَ القُلوبِ/تَسْتَلُّ حُروفَها مِنْ وَجَعٍ، مِنْ فَرَحٍ/مِنْ كَيْنونَةِ الآخَرْ/مِنْ حَنايا المَسيحِ/لِلحُسَيْنِ مُرْسَلَةٌ/ شَهادَةَ حُبٍّ وَاعْتِزازٍ/في تَراتيلَ وَابْتِهالاتْ.
شَيْخُ التَّأمُّلِ أنتَ، مُسْهِبٌ في البَوحِ/وَالقَلَمُ رَصينٌ يَقْتَنِصُ رِفْعَةَ الألْفاظِ/يَدُقُّ ناقوسَ الهُدى، لِمَفاتِنِ المُسامَراتْ/لَكَأنَّ الأرْضَ زَيْتِيَّةٌ، جادَتْ في البَوْحِ/ فَأفْصَحَتْ عَنْ صَفوٍ قِياسًا بالإِتْراعْ../ إذْ نُقِشَتْ بِإزْميلِ الرّوحِ، وَعِطْرِ التُّرابِ/وَبَخورِ قَلْبٍ يانِعٍ يَتَنَهَّدُ أَلِقًا../ إمْتَزَجَ ماؤُهُفي مَحابرَ،/
لا تَصْطَفي، إلاّ، أَنْجُمَ الصَّحْوِ ، وَعَراقَةَ البَصَماتْ.
ألا سِرْ مارونُ في ثَنايا الشِّعرِ/وَاشْرَبْ بَتولَ الرّاحِ بالأقْداحِ/مَوْسِقِ الحُروفَ، بَلْسِمِ النُّفوسَ/أَطْرِبْ سِمارَ النُّجومِ بكَأْسِ المَعاني/وَابْصِمْ، لِتَجودَ أَشْرِعَةُ المَدَدِ/وَتَنْطُقَ الحَناجرُ باسْمِكَ شاعِرًا/فَفي كُلِّ بَصْمَةٍ ” مَسْحاتْ عِطْر/وشَلْحَات نور، ومْشالِحْ حَرير”/لِلخافِقاتِ الحالِماتِ تُهْدى/فَتَحْيا في أَنْفاسِ الإدْراكِ،/حَقيقَةً إنْسانِيَّةً تَسْقي بجَوهَرِها المَدارات.
أيُّها الشّاعِرُ الجَنوبِيُّ، تَمَظْهَرَتَ في كِتابِكَ بِوَقْفَةِ عِزٍّ شِئْتَها غَنِيَّةً بعَطاءاتِ القَلْبِ الخافِقِ وَالفِكْرِ المَطْبوعِ عَلى رَصْفِ الحُروفِ وَتَدْويرِها طِبْقَ مَقاييسَ عالِيَة، وَمَنْحِها كَثافَةً وَغِوايَةً تَنِمُّ عَنْ قُدْرَةِ وَثَباتٍ في تَرسيم رِقَّةِ المَشاعِرْ، فَفي النّصوصِ الكَثيفَةِ وِجْدانُكَ؛ نَسْمَعُهُ مُخاطِبًا؛ بأسْمى العِباراتِ الّتي تَعْكِسُ مَهارَةَ ناظِمِها وَتَفَنُّنَهُ في اسْتِثْمارِ اللُّغَةِ بِشَكْلٍ بَديع، يَصُبُّ جَمالِيّاتٍ “مِنْ واقِعِ الحَياة”، مُرورًا بِ. وراق الزّمان، أرز لبنان، مَسرَح جنوبي، مَعدَن انتظاري، شَتويّة تَعَب، قَميص الوَقْت، رِحلِة حِلم، وَسِواها مِنَ المَوضوعاتِ المُخْتَمِرَة في أجاجينِ الزّمَنِ، حَتّى تَنْقُلُنا خاتِمًا بِ. إطْلالَةِ الرّسولِ العَريقَة؛ حَيْثُ؛ عَلى مَسْرَحِهِ يَضيقُ المَجْدُ وَيُسَيْطِرُ مَبْدَأُ الدّينِ القَويمِ، وَحَيْثُ أوقَدْتَ الكلامَ فَصلّى حبرُ الصّدقِ وَقامَ، هَمَساتٌ إرْتِقاءٌ في عالَمِ الامْتاعِ تَناهَتْ إلى القلوبِ وَإلى الأسْماعْ.
إنَّكَ شاعِرَنا، قَدْ أَنْصَفْتَ تَقسيمَ مَحاوِرَ هذا العَطاءِ الغازِرْ، النّابِعِ مِنْ كِيانٍ مَشْدودٍ إلى عالَمِ السَّحْرِ وَالبَهاءْ، حَتّى لَنَخالَكَ قَدْ رَشَفْتَ إكسيرَ الشِّعْرِ مِنْ كُؤوسٍ مُتْرَعَةٍ برَحيقِ الفُؤادِ الصّاخِبِ ، وَإذا بِنا نَرى فُؤادَكَ مُتَراقِصًا عَلى إيقاعاتٍ سَرْمَدِيَّةْ، لا يُتْقِنُها إلاّ الصّوفيّونَ لَدى انْفِصالِهِمْ عَنِ الوجودْ وَغِيابِهم في عَوالِمَ غَريبَة، وَلَدى اتِّحادِ الرّوحِ بذاتها.. فَهذا التَّداخُل، مُشارٌ إلَيْهِ في ” يا نَفسي ” ص 82، لَو دَخَلْناهُ لاسْتَبَدَّ بنا العَجَبْ، وَالْتَزَمْنا بتِلْكَ النَّفسِ المُشاغِبَة، المُبَلْسِمَةِ نَفْسَها، تَنْدَهُنا إلى التَّعَمُّقِ وَالتَّأَمُّلِ في تِلْكَ الغَياهِبِ الهائِمَةْ في عالَمِ الوَجْدْ، وَنَجِدُنا، مَهْما حاوَلْنا التَّمَلُّصَ مِنْ بَعْضِ ما قَرَأْنا، لا يَسَعُنا أنْ نَنْفُذَ مِنْ تَرْجَمَةِ تِلْكَ الأضواءِ الباهِرَةْ؛ المُسْتَفيئَةِ بَيْنَ الحُروفِ والسُّطورْ، بَدَتْ عُصارَةَ ذاكِرَةٍ وَسيرَةً ذاتِيَّةً وَصُورًا مِنْ ألْبومِ الحَياة.
فإذا كانَ علَيَّ أنْ أسْتَمِرَّ، سيَضيقُ بنا الوقتُ، وَلَن يبقى شيئًا أقولُه في ما بعْدُ، وَإِنْ كانَ الشِّعرُ قَدِ اخْتارَكَ..فَلأَجلِكَ سَتُغَرِّدُ الأطيارْ.
صورةصورة

Comments: 1

Your email address will not be published. Required fields are marked with *

  1. كيف أحصل على ديوان وراق الزمان
    وهل يوجد في مكتاب بيروت أو شركة توزعه
    المطلوب 10 نسخ
    شاكرين تعاونكم معنا
    محمد حسن