خاطرة وتعليق

Views: 840

سمر الخوري

كنت في طريقي إلى المكان،فإذا بالمكان يختفي،وتفتح طرقات كثيرة أخرى،وأبقى في المكان الذي كان قبل ذاك الزمان لئلا تأخذني الطرقات إلى أزمنة لاتروق لي

د. إيمان شويخ

 

وحدة الطريق

المكان والزمان خطان متوازيان يلتقيان في ضمير الدكتورة إيمان شويخ.

المكان سحر عاشق سندبادي الهوى والخصال.

والزمان جوع إلى لقاء ليس بعده انفصال.

المكان يختفي. فأين الزمان؟ وأين السحر العالق في دموع ليلكة دمشقية؟ أين عروس السكر في لحن النزار؟

يختفي المكان كأنه سراب. ويرحل في موكبه الزمان. تتداخل الأزمنة والأوقات. يختلط الآتي  بما  فات. ويبحر السندباد إلى بحر أوليس، بحثا عن الحوريات.

طريق الأديبة إيمان شويخ متعدّد الطُرُقات. في ظلالها الخطر،حلمها المطر،  وألف من الطَرْقات.

زمانها أزمنة من الماضي السحيق ، تبحث عن المكان الصديق. وليس في القفير جنون الرحيق. فمتى ينتهي فصل الظلمات؟

أي زمان يروق لها؟ وأي مكان لها، في هديل الكلمات؟

وهل تريد أن يقف الزمان بلا مكان؟

أيها الزمان قف، في عروقي، في ارتحال شروقي، كأنني والمكان عدوان حميمان.

هي اللامرتين في سِفر الزمان.

هي الحلم الوهم في اغتراب الحرمان.

حلمها الموت الجميل، وتغيير الزمان خطوة في الألف ميل.

وتبدأ الأزمات.

كتاب الزمان قيثارة المدى، في حلمها ابتدا، ومات.

أي حبر يرسم الصدى، في بوحها الصريح؟

أي حب يشتهي الجرح المريح؟

زمانها لحن بليد. مكانها الجليد. والبوح في صوتها تليد. فمتى يشرق العدم الشريد، في غلال الأمنيات؟

أيتها الصديقة الهاربة من الزمان، في مكانك الحر عبق. في زمانك السر أرق، شوقه احترق. والفجر في أنغامه يرقات.

أين تنتهي الطرقات؟

لم الخوف من زمن جديد؟

وهل يملك النهر تغييرا لمجراه؟

يغرق الإنسان في مكان براه، ويبطئ الزمان حيث لا أمان، ولا إيمان.

وأين تنبت جذور السماء؟

للزمان والمكان مئة من الصفات، ووحدة في الآيات.

يا حورية الزمان العاري، كوني قصيدة في أشعاري، سفر حب، حلم قلب. إن تعددت أمامك الطرقُ، فليس هناك فرقُ. طريقنا الأخير واحد هو الله، ليس لنا طريق سواه، والله غاية الغايات.

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *