تســـــــــــابيح الجســــد

Views: 25

بسمة مرواني

(تونس)

يومًا على دَرَجِ المعبدِ المُلتفِ بأَذرعِ القمر كانَ جالساً .. يتأمل … في كاملِ كونية الكون العابقة “يمسح عن صدرِ النجومِ أَكوام لهيبها … نظر وقد غرقَ في خلق الخالق حدّ التلاشي، عن عيونِ أيِّ آخر إلّا من لمسة جرت في جسده ….من امرأة مكتنزة القوام تحفرُ في أَجراسِ كل كهف رجل وإن كان قِدّيسا… أَعياد الغيوم كجلجلة الرب سابحة في خلخال قمريتها كما القمر الذي يراه، لم يحفل لأصابع الجوري عن نهد صمتها، ولا أسكن بواطن شوقها للجسد المشتعل إليه وإلى جسده شبه العاري… فيا جزء الظل الذي نفخ فيه نسائم الرغبة النفخة في حلق رضاه ورضاها لم يتسنَّى أن يتثبّت من الوجه ومن كومة اللحم الشهي الطري …..لم يترك أنفاسا تجري على قصب اللهفة لأنّه كان محمومًا مفكرًا لسجود الجسد إذ تعالى… فكان منه ومنها على دَرَج المعبد شهقة في سجود الحُب غير الكوثري، دامت أكثر من تسابيح الزمان أو هكذا خُيِّل إليهما ..فآخر ما اِقترفت و هي كرخام يتوضأ بماء الشمس … أنها اِنزلقت على عريه الليليّ هذا .. تُقبِّل بملء أنوثتها صدره المخلوق من ضباب الشتاءات البعيدة .. سحبها إلى حيثُ دروبِ النورِ تتراءى على جسدِ الماء .. تَركَ ليدِ الاشتهاءِ حريةَ الرحيلِ في أَنفاسِ ذوبانها المُشتهى .. قديسةُ الندى المحفورِ بجذَعٍ ليلِيّ، اقتربي .. (https://swagatgrocery.com/) قالَ مُحمِّلاً صوتهُ عناءَ الوصولِ، مُثقلاً بنارِ الاقتراب المُقدّسة … نَزلَ رويداً رويداً … بكاملِ أَناقةِ الشمسِ إذ تُضاجع رائحةَ الربيع … ليتأَمل بجريانِ لذتهِ قطراتِ الأنوثة المصبوبة على رُخامِ إلهيتها، لمْ تبتعد لتتركَ للنَفسِ مسافةَ سُلحفائيتهِ الغارقة في صورةِ الصحراء، اقتربي، ولكنّها خالفتْ انكسارَ اللهيب ِفي كأَسِ ليلهِ المُرتجف… تعالَ ، خُذ بقايا نبيذي المنسي بالخطيئة الأزلية الأولى على إصبع قدمي المُكتمل سُكراً وغناء، مَدَّ بغيابِ جسدهِ عن أوامر قلبهِ المنتشي بدمهِ المُملح شفتيهِ السابحتين في ملكوتِ صنعتها الفوقية … وأَخذ على مهلِ عاشقًا غائبًا يحرثُ مسافةَ الالتقاء – القُبلة -… بينَ لسانه المُخدرِ انتظاراً … وقداسةِ جسدها المُصوّر بعنايةٍ مُتمهلةِ المزاج..

خذيني بكاملِ اِحتراقي . قالها بلا صوت

أَخذَ قَدمها الكاملة في طينتها الرُخامية و مائها القمري … وأنزلَ بكاملِ خشوعهِ المجوسي شفاهَ شوقهِ المتراكم عمرًا على انصبابِ الضّوءِ المُغسلِ لقدمها، تَرك ليدهِ المُرتعشة حنيناً، اشتهاء قسوة جائع لآداءِ صلاةِ الاتّحاد بجسدِ المُقدّس … هَا هو ببشريةٍ ناقصة … وبخلقهِ التُرابي، يُمسِكُ بقدمٍ من ذاكرةِ النجوم البعيدة يَضعُ شفتيهِ المُتقدتينِ بهياكل زرداشت على اِنعكاسِ الشِعر جسداً مرئيًا، أدار لسانه على إحدى حلماتها يتذوقُ في حالةٍ من اختلاطِ الحسِّي في نبضٍ من رائحةِ المطلقِ … فاكهةَ الأربابِ المُنحازةِ للعلو ..تلك الحلمة الأخرى …ويغيبُ بجسدهِ الباهت عن حواسهِ المتفجرة هيجاناً … وتسابيحًا … يغيبُ في بعضها …. ليصلَ بخطيئةِ قُبلتهِ ولايةَ الخطائيّن …ولاية مَن اِتّحد معها حتى سقاها …..إنّهما لم يستيقظا إلى اليوم، و اسمهما مُدَوِّ على وقع أقدام وشفاهٍ مُتحدّثة عنهما…. لقد غرقا في الغرقِ عبدين لعشقهما الممزوجِ بنكهةِ الأبد …لقد غيّرت وغيّر خريطة الخلق لفعلتهما…هي نامت ممتلئة به حدّ التنفس بتسابيحه العشقية في كنيسة الوَحشة، ولا أحد يدري سبب وفاتهما أكانا منتحرين في أبهى حُلّة العشق؟ أو تماهيًا وانصهارًا كما توحّدت أجسادهما لأجل حبّ مخبوء لم يعرف به الآخرون… قرَّرا أن يتَّحدا وأن يكونا في العالم الآخر في حُبٍّ سرمدي.. كان لرواية جوردي تسابيح أخرى …كانت له الصدمة بزوجته التى كان لا يقسو عليها ولا يعاملها إلّا معاملة طيبة …يحبها في كل أحوالها كما الطبيعة بكل عوراتها وجمال فيها. لكن …. الأنوثةُ عنده صارت المعجمُ العابقِ بمفرداتِ النقشِ الأزلي بكل خبث وكل دهاء وجحود .. حيثُ حدودُ السّماءِ تنحسر عن سيقانِ الأرضِ اشتهاءً لوردِ الروح …نعم إِنّها مِسحةُ الألوهةِ المُغتسلة بينابيعِ الخداع … لا تُصدقوا لا تصدقوا هذرَ الساقطين في بؤرِ عوراتهم إذا ما حدّثوكم عن صفاء وصدق حواء، إن حدثوكم عنها فهي عورةٌ… الأنوثة في ممراتِ الجهل … واسألوني أنا ” جوردي” أرشِدكم لفُسحِ المعرفةِ وانكشافِ حُجبِ البصيرةِ عن حواء؟ وتلك كلماته إلى الآن نوران، وتعرفين أنّه لا أصدقاء له هنا إلّا أبي، يُهوّن عليه كدره لما فيه من حِس دعابة، وأيضًا يساعده بين الحين والحين، فهو إلى الآن يسكن عندنا في غرفة منحها له أبي …ونقوم بخدمته كأنّه أحد أفراد الأسرة رغم بساطة عيشنا كما تعلمين ورغم اختلاف ديننا …

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *