المسار المخيف

Views: 274

خليل الخوري 

 

ما يدور عندنا يصبّ في هاوية واحدة، وهي مأساوية بالتأكيد…

وكم يكون المراقب ساذجاً، (ولا نقول أكثر، مع أن المشهد يحتمل القول الكثير والكبير) في مَن لا يشاهد، أو لا يدرك هذه الحقيقة المفجعة، عن المنزَلَق الذي يُقاد اللبنانيون إليه  بعضهم بكامل وعيه، وبعضهم الثاني بكامل غيابه، وبعضهم الثالث بكامل ارتباطاته، وبعضهم الرابع بكامل غبائه (…).

إن ما يتسارع، على ساحتنا اللبنانية، من تطورات مؤسفة ومؤلمة وموجعة، لا يمكن تصنيفه بالقضاء والقَدَر، بل إن معظمه هو وليد السياسات الخرقاء من جهة، والمطامع غير المشروعة من جهة ثانية، وتنفيذ الأجندات غير اللبنانية من جهة ثالثة… وأياً كانت الخلفيات والأهداف والغايات فهي ستبقى غير مشروعة عندما تقود إلى خراب البلد…

وثمة إجماع على أن وراء التطوّرات السلبية الخطرة أهدافاً عدّة يمكن تلخيصها بالآتية:

أولاً – فتح معركة رئاسة الجمهورية باكراً. معروف أن معركة الرئاسة تُفتح منذ اليوم الأول لأي عهد، ولكنها لا تبلغ ذروتها إلا في السنة الأخيرة من الولاية، وبالتالي ليس فتح المعركة هو الخطأ، إنما الخطأ والخطيئة هما في استباحة كل شيء من قِبَل المرشحين ومن يرشحهم ومن يراهن عليهم ومن يرعاهم…

ثانياً – الصراع على الأكثرية النيابية في المجلس النيابي المقرر انتخاب أعضائه في ربيع العام المقبل. وفي هذا السياق من الواضح أن أحداً لا يستطيع أن يجزم ما إذا كانت الانتخابات ستُجرى في موعدها أو أنها ستؤجّل، ومدى التأجيل… ولا نكشف سراً إذا قلنا إن التأجيل يطغى على التقديرات التي تذهب إلى حد الكلام على تمديدٍ للنواب الحاليين ما بين سنة وسنتين!

ثالثاً – ولا تفوتنا الإشارة إلى الصراع الدائر على الورقة اللبنانية بين غير طَرَفٍ إقليمي ودولي، وبالذات بين إيران والولايات المتحدة الأميركية.

رابعاً – ثمة من يربط التدهور، شمولي الطابع، في لبنان بقرار دولي كبير يتردد أن واشنطن وموسكو ليستا بعيدتين عنه، والغاية منه انتظار رسوّ المركب السوري في مرفأ الحل النهائي… وعندئذٍ يلتفت أصحاب القرار والحل والربط إلى لبنان…

ولكن، هل ثمة من يعقل بين القيادات الداخلية فيوفّر علينا الكثير من الدماء؟!.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *