ذاتي وتمويه!
رندلى جبور
مُتْخَمة بالكلمات أنا أو متخمة بالأفكار والأحاسيس.
ينتابني الحبر والتخبّط.
أرسم ذاتي مع تمويه للصورة. فليس سهلاً أن تضع ذاتك على الورق تماماً كما هي.
ففي هذه الذات كثيرٌ من الحب الذي قد لا يستأهله البعض وقد لا يفهمه البعض الآخر.
وفي هذه الذات كثيرٌ من التطرف الذي قد لا يستهويه البعض.
وفي هذه الذات كثيرٌ من الألم الذي قد يخربط استقرار البعض.
وفي هذه الذات كثيرٌ من الدمع الذي لا يجوز أن نسكبه كاملاً لئلا يفيض الملح ويَحرق.
وفي هذه الذات كثير من الحنين الذي يحيي الماضي وكثيرون يهربون منه.
وفي هذه الذات كثيرٌ من الاحلام وقد يكون البعض مصاباً بشحّ في الحلم.
وفي هذه الذات ذاكرة متعَبة قد لا يفيد نبشها.
وفي هذه الذات كثيرٌ من الصلبان في زمن يحتاج فيه الجميع الى قيامة.
وفي هذه الذات الكثير من الفقدان في عصر يحتاج الآخرون فيه الى اللقاء.
وفي هذه الذات عُصارة تجربة مليئة بالتعرّجات والكل يفتش عن طريق مستقيم.
وفي هذه الذات خبرات تشكّل بتقاطعاتها قنبلة موقوتة لا أريدها أن تنفجر.
وفي هذه الذات انكسارات وانتصارات مع ما تتركه من تشوّهات فيما يفتش كثر عن سلام غير مشوّه.
وفي هذه الذات شوق إذا خبط بالصخر يمكن أن يفتّته.
وفي هذه الذات مساحات فكر والاوان ليس أوان فيض الفكر.
وفي هذه الذات ثورة ولكن الثورات بمعظمها باتت مخطوفة الى غير معناها.
وفي هذه الذات إعصار ولا ينقص الطبيعة البشرية إعصارات وهزّات وزلازل.
وفي هذه الذات صمتٌ خلفه معاجم بأكملها.
وفي هذه الذات لغات تحكي حكايات لا تنتهي.
وفي هذه الذات بدايات ونهايات وكثيرون يفضّلون البقاء في مكان وسط بين البداية والنهاية.
وفي هذه الذات موت بينما نحتاج جميعنا إلى الحياة.
