حراك محفوف بالغموض

Views: 94

خليل الخوري  

تبادلت وصديقي الديبلوماسي الأوروبي الغربي عاشق لبنان التهاني والتبريكات والأماني بحلول العام الجديد قبل أن ننتقل إلى حوارنا الأسبوعي السياسي. فنتطارح الموضوعات خصوصاً ما يتعلق منها بلبنان، وهو العليم بشؤوننا والشجون، وذو الخبرة العريقة بنا، إلى معلوماته الرصينة، وبالذات من حيث موقعه الرسمي المهم في بلده (…).

هنا ثمة نقط مما أثرناه حول الاستحقاق الرئاسي:

– بالنسبة إلى قائد الجيش العماد جوزاف عون قال: إن ترشحه (أو ترشيحه) جدّي جداً وإن غير معلَن رسمياً حتى الآن، وهو مدعوم من «فريق مهم» في الإدارة الأميركية، هذا لا يعني أن الفريق الآخر في هذه الإدارة يعارضه، ولكنه لم يحسم موقفه بعد. كما أنه يلقى دعماً قوياً من قطر. وحزب الله لم يمشِ به، واستبعد أن يمشي لأن القرار في حارة حريك لا يزال صامداً في دعم سليمان فرنجية. جبران باسيل «متصلّب» بعدم تأييد القائد (هنا أسهب في شرح حيثيات موقف رئيس التيار الوطني الحر). سمير جعجع يتمنى عدم وصوله إلى الرئاسة ولكنه لن يعارض إذا توافر إجماع أو شبه إجماع حوله وعندئذٍ لن يقترع تكتله بالورقة البيضاء. قطر متحمسة  بقوة وتثق به بقوة وتعمل من أجل وصوله. أما المملكة العربية السعودية فلن تعارضه وإن كانت «غير متحمسة». مبدئياً، إذا مشى به السيد حسن نصرالله يمكن القول إن الانتقال من اليرزة إلى بعبدا يصبح شبه مضمون.

– وبالنسبة إلى سليمان فرنجية لا يزال المرشح «الأول والأخير» لنصرالله، وهو لن يبدل موقفه في المستقبل المنظور على الأقل. العقبة «المعنوية» التي تواجه فرنجية هي عدم تأييده من الكتلتين المسيحيتين الكبريين، ولا أقول افتقاده إلى «التغطية» المسيحية، فالرجل له حيثيته المسيحية التي لا ينكرها جبران باسيل ولا سمير جعجع، وفي «معلوماتي» أن هذه العقبة قيد الحل، فهناك رجل أعمال لبناني كبير على وثيق الصلة بالإدارات الأميركية المتعاقبة،  خصوصاً منذ بيل كلينتون،  يعمل مع واشنطن لتتدخل لدى طرف عربي فاعل له تأثير على رئيس حزب القوات اللبنانية جعجع ليمشي بسليمان فرنجية كي لا يُسهم في تعطيل النصاب،  وهذا ما قاله رئيس القوات أخيراً وكرره غير مرة (بالنسبة إلى عدم تعطيل النصاب). وبالتالي، هناك «مشروع»، ولا اسميه «صفقة»، يجري الشغل عليه في هذا الاتجاه. وعندئذٍ تتوقف المفاوضات، في هذا الشأن بين حارة حريك وميرنا الشالوحي. وعندئذٍ أيضاً ستكون ورقة التفاهم بين باسيل وحزب الله قد طويت الى الأبد.

– أما بالنسبة إلى دستورية انتخاب قائد الجيش فالأمر ليس بمعضلة، لأن انتخابه (إذا حصل) لن يكون بفارق صوت أو صوتين إنما بشبه إجماع وهو ما يوفر إمكانية لتعديل الدستور بأكثرية الثلثين المطلوبة في جلسة نيابية تشريعية تستمر دقائق معدودة، يقفلها الرئيس بري بتلاوة محضرها، ويفتح فوراً جلسة الانتخاب. وأما الكلام على أن تعديل الدستور لهكذا غاية يجب أن يُجرى على أساس مشروع قانون دستوري يتقدم به مجلس الوزراء وهذا بحد ذاته موضع خلاف جذري في لبنان فأقول لك: عندنا، في بلدي، كما عندكم في لبنان، مَثَلٌ يقول: مَن يشرب النهر لا يغصّ بالساقية.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *