أغنية “الليلة يا سمرا” للفنان محمد منير … عاطفة الغزل أم عاطفة الظلم والحرية

سليمان بختي 

أغنية “الليلة يا سمرا” للفنان المصري (النوبي) محمد منير من ألبومه (شبابيك 1981) أصابت نجاحا كبيرا منذ ظهزرها لأول مرة.

وكذلك إرتبطت بمناسبة وطنية وهي عودة طابا إلى مصر بعد الإحتلال وخصوصا بالإشارة إلى المقطع الذي يقول :” البنت قالت فستاني منشور على الشط الثاني/ خذني المركبي وعداني ورجعت في القمرة الليلة”.

ولكن للأغنية قصة ثانية عمرها أكثر من 60 سنة ورمزية سياسية مختلفة.

فقد رأت الأغنية النور لأول مرة في سجن الواحات في الأول من أيلول عام 1962 مع تواجد أربعة معتقلين في زنزانة واحدة. وهم: الشاعر الكبير فؤاد حداد (1927-1985) والمطرب (النوبي) محمد حمام (1942-2007) والمطرب والملحن أحمد منيب (1926-1990) والشاعر والمترجم والأديب زكي مراد (1927-1979) . (www.theseedpharm.com)

 

أحب الشاعر فؤاد حداد أن يقدم هدية للمناضل الكبير زكي مراد بمناسبة عيد ميلاده فلحنها منيب وغناها حمام. تحدوا ظروف السجن واحتفلوا على طريقتهم بعيد ميلاد مراد.

كتب فؤاد حداد:” لا أنا كنت بره ولا مهاجر/ أنا اللي جايك من باكر/ قلبي ولا البحر الهادر/ عيني ولا الجمرة الليلة/ خلي الندى من أحلامك/ يسقي النبات من أيامك/ حطي اللي خلفك قدامك/ تلاقي البلد عامرة الليلة/ الليلة الليلة الليلة يا سمرا يا سمارا الليلة يا سمرا”.

وبسبب الظلم الذي تعرضوا له لم يجد المعتقلون أفضل من الفن والغناء للتعبير عن المعاناة.

 

تسربت الأغنية إلى خارج الزنزانة وتداولت بتسجيلات سرية وانتشرت.

ولما خرج أحمد منيب من السجن سجلها بصوته ولاقت نجاحا واسعا.

كانت أغنية “الليلة يا سمرا” أحلى هدية للمناضل زكي مراد الذي سجن في عهد الملكية وفي زمن عبد الناصر وفي زمن السادات وقتل في حادث سير مدبر على طريق القاهرة الإسكندرية وفقد من حقيبته تقرير الحزب الشيوعي المصري الرافض والمناهض لمعاهدة لكامب دايفيد.

 

عام 1981 غناها محمد منير بعد محمد حمام وأحمد منيب وغناها أيضا علي الحجار وتامر حسني وإيهاب توفيق وشيرين ومحمد حماقي ومصطفى قمر وحميد الشاعري وزين العمر ومحمود سلطان ومحمد عرب وأحمد الكيلاني وسيف شاهين وميس حمدان ومحمد وردي وناصر الفارسي وكرفان وشيكابالا وهاني متواسي. 

لا تزال أغنية “الليلة يا سمرا” تعيش في وجدان الناس وذاكرتهم.

أغنية حقيقية طالعة من حنايا الروح ووجع الظلم والحرية.