وَشمٌ صَباحِيٌّ (75)
د. يوسف عيد
بيني وبين حبيب يونس،
في ختام حلقة نِقَطٌ وفواصل:
قلت: هل هو حوار بلابل؟
قال؛ أتشتري خَاتَمي العِشبيّ؟
أجبتُه ونحن في عُبّ المشهد؛
_اشتريتُه بمحيط وجدول ورابية.
قال: هذا قليل، جدًا قليل! ثم قال:
– أتشتري سواري الشَّعريّ؟
قلت: نعم ، بمَرجَة ربيعٍ ، وموسمِ سنابل.
أجابني: إنّكَ فعلاً بخيل، حقا إنك بخيل! وماذا تدفع بوشاحي؟
قلت: حديقة، موطن، سنديانة من ذكرى رجل وفيّ، جوزة، وبيدر. وفي الحَصاد ترجيع مواويلْ …
_ سواك يدفع ذهبَ الأصيلْ، ولا أعطيه كلمة.
_ لعلّ قلبك ينبوع طيب، يسقي الورد والبنفسج، والياسمين، نغمًا لكرّة عندليب، أيها الحبيب .
_ لا، لن أبدّلَ رأي، حتى تأتني بنقطةٍ من مياه النيلْ
أو تمرةٍ من بلاد النخيل،
أو بسُكّرةٍ من عهد أثيلْ.
_ طِرتُ وأنا أغرّدُ سُوَراً من تنزيلْ،
وأرتّلُ سطوراً من إنجيلْ.
حَلْقَةٌ، تساوي
قصورَ كِسرى
ورَحمةَ هابيلْ.