خَيْبَةُ الأَمَانِي

Views: 1048

د.محمد نعيم بربر     

وَيَقُولُ صَحْبِي : مَا تَحَقَّقَ يَا فَتـــًى

لَكَ مِنْ  أَمَـــــانٍ  جَمَّةٍ  وَوُعُــــودِ

مَرَّتْ سِنِيْنُ الْعُمْر وَحْدَكَ فِي النَّوَى

تَشْقَى ، فَهَلْ مِنْ مَطْمَــــــعٍ بِمَزِيْـدِ

نَأْسَــــى عَلَيْكَ وَكُنْتَ فِيْنَا مُلْهَمًــا

نَسْرًا جَسُورًا ، فَــــاقَ كُلَّ حُــدُوْدِ

نَخْشَى عَلَيْكَ وَكُنْتَ فِيْنَا جَامِحًــــا

كَجُمُوحِ أَحْصِنَةِ الْفَلا وَالْبِيْـــــــــدِ

نَصْبُو إِلَيْكَ وَكُنْتَ فِيْنَــــا سَيِّــــــدًا

وَنَخَافُ أَنْ تُمْسِي أَسِيْرَ قُيُــــــــودِ

مَاذَا دَهَاكَ ، فَهَلْ غَوَى بَكَ آسِــرٌ

أَمْ خَــارَ عَزْمُكَ فِي قِرَاعِ الصِّيْــدِ

أَمْ مَاتَ قَلْبُكَ فِي النَّوَى مُتَقَطِّعًـــــا

مِنْ  كَثْرَةِ  التَّرْدِيـدِ  وَالتَّنْهِيْــــــــدِ

قَدْ طَالَ بُعْدُكَ يَا فَتىً ، إِنَّا هُنَـــــا

نَأْسَى عَليْكَ مِنَ الأَسَى الْمَنْكُـــودِ

إِرْجِعْ إِلَيْنَا ، عُدْ إِلَى حيٍّ لَنَـــــــا

مَا زَالَ مُنْتَظِرًا بِفَرْحَةِ عِيْـــــــــدِ

إِنَّا لِجُرْحِـــكَ بَلْسَـــمٌ ، وَشِـــفَاؤُهُ

أَمَلٌ وَأَشْــوَاقٌ وَعِطْــــــرُ وُرُوْدِ

إِنَّا لِلَيْلِكَ أَنْــــجُمٌ وَمَدَارُهَــــــــــا

شِعْرٌ وَسُمَّــارٌ وَنَغْمَةُ عُـــــــــوْدِ

إِنَّا لِرُوْحِكَ قُبْلَةٌ وَرُضَابُهَـــــــــا

قَطْرُ النَّدَى فِي آخِرِالْعُنْقُـــــــــوْدِ

إِنَّا إِلَيْكَ مِنَ الْحَيَاةِ رُوَاؤُهَـــــــــا

وَمِنَ الفُؤادِ دَمٌ وَحَبْلُ وَرِيْـــــــــدِ

مَا الْعُمْرُ فِي فَلَكِ الْوُجُوْدِ إِذَا هَـوَى

إِلَّا كَنَجْـــمٍ فِي السَّمَاءِ بَعِيْــــــــــدِ

نَهْفُو لَهُ ، إذْ يَسْتَحِيلُ لِقَــــــــــاؤُهُ

وَنُحِبُّهُ  فِي وَجْـــهِ كُلِّ وَلِيْـــــــــــدِ

مَا عَادَ يُدْرِكُنَا الْهَوَى إِلاَّ أَسًــــــى

مَا بَيْنَ مَاضٍ فِي اللِّقَا ، وَجَدِيْــــدِ

مَا عَــــادَ يَجْمَعُنَا الثّرى إِلاَّ رُؤًى

فِي عَيْنِ بَاكِيَةٍ ، وَمَوْتِ شَهِيْــــــدِ

عَجِّلْ إِلَيْنَا ، إِنَّ قُرْبَكَ مَوْعِـــــــــدٌ

يَا حَبَّذَا لِلْمَوْعِـــدِ الْمَنْشُـــــــــــوْدِ

فَعَسَى يُعِيْدُ إِلَى اللِّقَاءِ جَمَالَــــــــهُ

فِي غَمْرَةِ الأَحْزَانِ وَالتَّسْهِيْــــــــدِ

وَعَسَى يُجَدِّدُ لِلْعُهُوْدِ بَرِيْقَهَـــــــــا

كَمْ مِنْ وُعُوْدٍ أُطْلِقَتْ وَعُهُـــــــــوْدِ

مَا كَانَ أَصْعَبَ مِنْ سُؤَالٍ قَاتِــــــلٍ

وَجَوَابُهُ ، بِيَدِ الْقَضَــا الْمَوْعُوْدِ !!

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *