سكرنا شوقا في نطفة الاكوان
وفيق غريزي
رأيته هالة قداسة
يمتطي صهوةنور
جميعنا مرضى الصدور
نتنادى لنشرب كأس السرور
آه، الموتى يهزجون في غياهب
القبور
هل بلمسة احياء يبعثون؟
اطلق يدي
بيني وبين مرآتي حوار طويل .
***
بسهام عينيها اردتني “قتيل”
رعشة صوتها همس السبيل
الطيور العابرة تنشد اللقاء
تنهش اكبادها
تعلق على هدب المساء
عبر الدقائق والثواني
يتأرجح الصمت
لا تسكبيرضابك على ثغر الزمان
اعشاش الغمام خربتها
مواسم الدخان
لن اترك حلمة النهد
تغتال غبطة الرحيل .
***
في فمي احاديث تطول
تمتد كما تمتد ايام الفصول
انظريني كيف اليك اطوي
درب الرجوع
اجتاز اعتاب الدهور
قطارها يعبر جسر الشرور
يمضي حول الأرض
يسقيه نبع الحقول
قطار البؤس يجري
فوق اكوام الرماد
العق الحزن تحت اعين النهار .
***
في صواري الموج
تبني اعشاشها النوارس
اشارك الأرض في الطقوس
دخلت شرايين العالم الوهمي
من بوابة السهد
في رحم الهيولي نحتفل بالتكوين
منذ البداية شربت ماء لجين
نحن خرجنا من كهوف الطين
عراة فتحنا نوافذ الاحزان
سكرنا شوقا من نطفة الاكوان.
***
خناجر البرق جرحت جسد المدينة
سحائب الرعد عاقر سقيمة
تسقط الأمطار على الأشجار
بعباءة الليل رعبا تتدثر الثمار
صرخة بكماء
تعلو على الاسوار
جثث ضاق بها المهد واللحد
تبصرها الأعين الرمداء
سمّرونا على صلبان المجاعة
في الصقيع لبسنا شهوة الاثراء
طعامنا خبز الشكوك
شرابنا دم السفر
لم نذق طعم الثمر
مرهقين،مرتعشين،
نلوذ بظلال الشجر .
***
احفادي يرقصون حين يكتمل القمر
لحظة المخاض قد لا تجيء
اشعر بها تدور مطفأة
امرأة تغتالها الصاعقة الحمراء
تحلّق فوقها بومة الدماء
تقفل بوجهها بوابة السماء
تصرخ: يا قمرًا مسمل العيون
يا مطرا، تذر الغبار عن الظنون
الصمت والطيور في انتظار
القمرالنائم يبحث عن المحار
يملأ العالم غناء واشعار .
***
جفت الدماء في العروق
نشرب خمرة البروق
تتناسل الرؤى في الاحلام
اغان جنائزية تهرب في الظلام
نصب الليل خيمته على الأبعاد
يمنحنا نهرا من المداد
ودفاتر الاوراد
حقولنا المخضرة إلى يباب
حوّلتها اسراب الجراد …..
