امتزاج الأذان و الموشحات والترانيم في الأمسية الشرقية لمهرجان البستان

Views: 820

سليمان بختي

امتزج الأذان  بالأناشبد الدينية و الموشحات والترانيم البيزنطية والمارونية في الأمسية الشرقية في  مهرجان البستان. وجاءت بعنوان “طلع البدر علينا”وفي زمن صوم  رمضان وصيام الفصح.

كما امتزجت المناسبات التاريخية للأمسية  مع العيد الثلاثين لمهرجان البستان و20 سنة على تأسيس برنامج زكي ناصيف و10 سنوات على تأسيس الفرقة الموسيقية التابعة له  وبقيادة المايسترو فادي يعقوب.

كان برنامج الأمسية قويا بقدر ما كان منوعا وغنيا ومتقنا في  الإعداد والاختيار والتدريب والانسجام. وكذلك الأصوات المؤدية للاغاني لكل من حسن هيدوس وكاترين غالي ومنال  ابو ملهب وفرقة الكورال.

وفي انشودة” طلع البدر” كان الأداء منسجما مع الانتباه للايقاعات والتصعيد الدرامي للمعاني والانتقال فيها من طبقة الى طبقة.

وفي السولو كان حسن هيدوس مجليا في “قمر “لطارق العربي طرقان.

كما اجادت كاترين غالي في ترنيمة ” يا عروسة لا عروس لها ” من التراث البيزنطي.  وفي” اليك الورد يا مريم ” من التراث الماروني القديم والذي أعده الاب فادي طوق.

 

وجاءت انشودة “امنا يا مريم” من الحان وديع الصافي وتوزيع وإعداد فادي يعقوب وأداء الكورال لتضيف بهاء روحيا على الحفل.

وفي ” حنانك يا رب الاكوان” كانت النايات والكمنجات نلتقي في جملة زكي ناصيف الموسيقية المميزة.

وبدا صوت حسن هيدوس والكورال في” رقت عيناي شوقا” في حالة من الابتهال الصوفي خصوصا مع عبارة “يا رسول الله خذ بيدي.”

ولكن مفاجاة القسم الأول  او اللقيا كانت صوت زكي ناصيف وكلماته مسجلة على Ave Maria لشوبيرت والكلمات”تاج العطايا” وصوت زكي ناصيف الاتي مبللا بكل حنين القرى وكأنه حاضر ابدا.  وكان يجب الإعلان عنها وظروفها وتاريخها بجملة او جملتين. 

وفي القسم الثاني من البرنامج حصد موشح” ملا الكاسات”  لمحمد عثمان تصفيقا من القاعة المحتشدة. ومثله كان لموشح” يا شادي الألحان” لسيد درويش.

وقد وفقت منال ابو ملهب في أداء “خفيف الروح بيتعاجب” لسيد درويش مع الاعتبار للتوازن بين القرار والجواب مع رد الكورال واستمرار التطريب.

كما  اعطى المايسترو فادي يعقوب المجال لآلات  السولو الوترية والايقاعية للتقسيم على اللحن لتلتقط من ثم النبض قبل ان تنضم الفرقة الى اللحن الاساسي.

وكان العزف على الاوكارديون في مطلع اغنية “زوروني كل سنة مرة” إضافة جمالية وقنطرة الى اللحن.

في القسم الاخير من البرنامج كانت التحية لزكي ناصيف في “ميلي يا جنات بلادي” و “اشتقنا كتير” و”رمشة عينك” التي غناها الجمهور مع الفرقة تصفيقا وايقاعا ودبكة في البال.

والتحية موصولة “للمدلي اللبناني”: “دبكة القلعة” و “المجد معمرها” و”سيجنا لبنان” و”يا مهيرة العلالي” و”اذا راح ا لملك” و”تعلى وتتعمر” والالحان من الكبار وليد غلمية والاخوين  رحباني ومنصور ووديع الصافي  وايلي شويري الذين اعطوا اجمل الاغاني الوطنية وغدت تراثا حيا ومستعادا.

وكان لمارسيل خليفة نصيب في” اني اخترت يا وطني” و”البحرية “.

اما الختام فكان مع “ليلتنا من ليالي العمر “لزكي ناصيف في واحدة من أجمل ألحانه وتركت أثر العطر في القاعة وغناها الجمهور مع الفرقة وصفق وقوفا.

ولكن الحفلة لم تنته هنا فقد كان هناك اغنية “راجع يتعمر لبنان” من خارج البرنامج وغب طلب الجمهور. اغنية غدت نشيدا وطنيا ثانيا للبنان .

اخيرا الخطوة موفقة لاعتماد أمسية شرقية مستدامة في برنامج مهرجان البستان. كما أن المجال مفتوح للفرقة الموسيقية بعناصرها الشابة للنهوض بدور مميز وواعد في المسارح والمهرجانات اللبنانية والعربية والدولية.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *