رُوحِي وَفَنِّي
محمد نعيم بربر
أَنْظِمُ الشِّعْرَ حِينَ يَدْفُقُ قَلبــــــي
بِمِدَادٍ مِنَ الْجَوَى وَالْعَـــــــــذَابِ
حِينَ يَبْتَلُّ جُرْحُهُ فَوقَ خَـــــــدِّي
وَتُحَاكِي الأَحْدَاقُ كأسَ شَرَابِــي
حِينَ يَسْري لَونُ الْمَسَاءِ حَـزِيْنًا
مِلْءَ عَيْنِي ، وَيَنْحَنِي خَلفَ بَابِي
حِينَ يَنْزَاحُ وَجْهُــــهُ مِثلَ وَجْهِي
عِندَ أَعْتَــابِ حُفْنَةٍ مِنْ تُـــــرَابِ
حِينَ يَنْسَلُّ قَطْرُهُ تَحتَ جُرْحِـي
وَيُدَاوِي الرَّحِيْقُ جَمْرَ اكْتِآبِـــي
حَــالَةُ الشِّعْرِ وَمْضَةٌ مِنْ خُلُـوْدٍ
تَتَجَلَّــى في صَفْحَةٍ مِنْ كِتــَـابِ
سَطَرَتْهَا يَدُ الْقَضَـــــا فِي سُـؤَالٍ
هَامَ عَقْلِي فِيهِ وَحَارَ جَوَابِـــــي
أَعْذَبُ الشِّعْرِ خَفْقَةٌ مِنْ أَنِيْـــــــنٍ
وَصَدَى حُزْنٍ حَائِـــــرٍ كَالسَّرَابِ
تَسْتَفِيْقُ الظُّنُونُ مِنْهُ وَتَغْفُـــــــــو
ثُمَّ تَصْحُـــــو عَلَى أَسىً وَارْتِيَابِ
حَـــــالَةُ الْمُبْدِعِيْنَ نَفْحَةُ وَحْــــــيٍ
نُفِخَتْ فِيْهِمْ مِنْ وَرَاءِ حِجَـــــــابِ
إِنَّ شِعْرِي مِنْ لَوْنِ رُوْحِي وَفَنِّي
صُوْرَةٌ قَدْ رَسَمْتُهَا مِنْ عَذَابِـــــي
