فيليب سالم.. لا يريدونك والإنقاذ

Views: 291

 أنور حرب

 

في زحمة التنقيب عن وزير إنقاذي، علماني مؤمن، اكاديمي بارع، باحث مشهور، مفكر وطني فوق الشبهات، جبل في المصداقية والنزاهة، شهرة تخطت الحدود ما أرادها إلا لخدمة وطنه وهو المتواضع بكِبَر، لم أعثر يوماً بين الأسماء المطروحة على اسم البروفسور فيليب سالم!!

ويلك يا وطني من تجاهل حكامك للمبدعين والمخلصين والمستقلين والاختصاصيين!

ويلك يا وطني من استبعادهم طاقاتك ومهاراتك.. والبارعين!

ويلك يا وطني من البحث عن باحث تجاهلته، وهو عَلم على محطات العالم!

ويلك يا وطني في زمن العتمة، من تجاهل منارة فكرية لم يفكروا بها ولو للحظة!

ويلك يا وطن في زمن الامراض الإغفال عن مرجع ومخترع لعلاجات تطبب العليل من الداء الخبيث، والخبث في السياسة من داء الفساد!

ويلك يا وطني في زمن الوطنية الضائعة عدم الالتفات الى ابن بيت أعطى لبنان وزيراً للخارجية لا أكثر منه وطنية ولا استقلالية ولا بلاغة علمية ومواصفات شخصية اسمه الدكتور ايلي سالم!

في زمن البيوتات الملوثة بالفساد المالي والفكري، من يمكنه او يتجاسر ان ينسى انه سليل عائلة أعطت العالم مشرع حقوق الانسان شارل مالك، وهو من نسيجه ووطنيته وقامته.. من؟!

البيت الأبيض اتكل عليه مرات ومرات مستشاراً لعدد من رؤساء جمهورية اميركا.. “والبيت الأسود” تصرف حياله بازدراء وتجاهل!

المؤتمرات العلمية والاكاديمية العالمية عملت المستحيلات ليكون محاضرها ومعلمها ومرشدها وفلسفتها ورؤيتها!

هذا قليل من كثير فيليب سالم.. هذا قليل من وجعنا لاستغياب فيليب سالم.. هذا نذر من معرفتنا بإجهازهم دائماً على الاغتراب من خلال تجاهل فيليب سالم.

وفي النهاية هذه قناعتنا الراسخة بأنهم لا يريدون إنقاذ وطن الأرز وملاعب طفولتنا التي حولوها ملاعب محاصصاتهم وفسادهم وعهرهم السياسي، لأنهم لا يريدون الاعتماد على قامة وطنية فكرية علمية قديرة بارعة اسمها البروفسور فيليب سالم.

فيليب سالم، أنت لا تحتاج الى لقب المعالي او السعادة، لأنك من هاتيك الارض الطيبة ومن هاك الماء الصافي الصادق، أنت من يستمع يومياً الى عصافير الفكر والوطنية التي تهزم وجعاً وظلاماً وظلامية.

أنت قهرت العطش الى الحرية وحولت اليأس رجاء والفشل الى انتصار واحتضنت طيور السنونو الهاربة من العبودية وعلى كفيك حملت بخور مريم بلون الاقحوان ولبنان.

ورب قائل: هنيئاً لك يا فيليب سالم، فأنت خارج منظومة الاغتيال.. اغتيال الوطن والإنقاذ والأحلام.. وستبقى بالنسبة لنا بحيرة خلاص لونها أخضر وبُعدُها وطن ومياهها قيامة لا بد منها.

***

(*) ناشر ورئيس تحرير النهار الأسترالية

Comments: 1

Your email address will not be published. Required fields are marked with *

  1. من المستحيل ان تختار الطبقة السياسية الحالية كوزراء في الحكومة اشخاصآ متفوقين ومبدعين ونزيهين ومستقلين واستثنائيين أمثال البروفسور فيليب سالم لأن أولًا ستتعثر عمليات الفساد المنتشرة في جميع مؤسسات الدولة وثانيًا فالخطًان مختلفان تمامًا من حيث البعد والرؤية السياسية والوطنية.فلو وجدوا أمثال البروفسور سالم في الحكومات المتعاقبة لما تجاسر أحدآ على خيانة لبنان وشعبه والوكالة التي منحها هذا الشعب لحكامه.