في التّجريب الصّحافيّ (26)

Views: 217

محمّد خريّف*

وأنا أعاني من آثار ما يبقى في الذاكرة من خدوش أظافر تصفية الحساب الصّحافيّ ، أذكر على سبيل التسلية مع الغرّاء صحيفتي “الصّباح”ومالها من فضل عليّ حين أراحتني من مهمّة القيام برسالة “نابل” وقل أقالتني فلم أعد لها مراسلا في جهة الوطن القبلي.

 والسبب يأتي على لسان  المحرّر المسؤول عن الجهات أني والعهدة عليه إذ قال “إني غير منضبط  سلوكيا  وأكبر دليل على ذلك أني تضاربت بالبونية مع مراسل آخر في بيرو السّيد كذا” – وهو يحييه بالمناسبة ويتمنى له دوام الذكر الطيب.

وكيف أصدّق ما أسمع و الخبر ملفّق وهي طريقة يتفصّى بها محرّر في جريدة من مسؤولية الاعتراف بتدخل السلطة في يوميته المستقلة وهما وأن ما حصل لم يكن نتيجة خوف من عواقب نشر أخبار قد لا تروق من لم تقع معركة بين مراسلين في مكتبه ؟

كيف لا؟ والغراء، جريدة مستقلة بالفم المليان في نظر القاصي والدّاني ، وهي المشهود لها دون أيّة صحيفة أخرى بالجرأة والصدق ولمصداقيّة …هذا ولمّا أسلم من آثار الخدوش  ولاسيما تلك التي تسبب فيها بعض من المحرّرين ممن لا تربطني بهم علاقة منافسة أو تكالب على حظوة تقرّبني من رئيس تحرير أو مدير جريدة.

هذا وقد لا أنسى  ما فعله  بعضهم في جريدة الأعراف “البيان” بمقال لي نشر في القسم الثقافي وقد نشر مبتورا من صورتي اثر وفاة شحرور الخضراء يوسف التميمي وصاحب الفعلة صحافيّ على مايقال قام أو لم يقم بفعلته  في غفلة عن رئيس التحريرلعلّه يتبرّأ من مسؤولية ماحدث ورئيس التحرير آنذاك كان يبدو صديقا كما يظهر في الغالب  صديقا للجميع ولعله يفخر بذلك وأفخر بهذا الشعور المتبادل .وقد شهد لي ورقيا  بأني صحافيّ  قادر على القيام بالتحقيقات الكبرى ومنها ما يخص المدارس الحرة وعدول الإشهاد وقد قعدت لبعضها الدنيا ولمّا تقم.

لكن المسألة تبقى في الكتمان وقابلة للتأويل والتأويل المضاد ويكبر الصحافي البوجادي مثلي وينسي أو لا ينسى حتى ولو كان الأمر يتعلّق بتصفية حسابات قد تكون بدافع الخوف مني أنا أعني أخاكم المسافر قريبا إلى الاشتغال بالتدريس في الثانوي بعد فشلي الذّ ريع ويأسي من الصحافة وأهلها.

وكان خلف التجريب بعض من مرارة الازدراء حين  يكلفني محرّر آخر في جريدتي تلك بإعداد تحقيق حول مرض المعدة  ولا ينشره ويعدني آخر في جريدة أخرى بنشر تحقيق حول السياحة في الضاحية الجنوبية لتونس أقدّمه له فلا أدري أنشر التحقيق أم أضاعه المحرر؟

لا  شيء يغيضني غير الضحك على الذّقون ولا ذقن لي يقبل السخرية وتصفية الحسابات لكني أضحك في سري وعلانيتي من نفسي بل من بلاهتي و قد أحمّلها من عتاب الندم مالا تطيق و المعدة شخص غير مرغوب فيه في ثقافة قوم دون قوم، وقد لا تكون له علاقة له بالتحقيق الصحفيّ ولا دراية  لي إلاّ بالطبّ الرّعواني. قد آخذ علمه في الغالب من رؤوس الفكارن.

(يتبع) 

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *