وَشمٌ صَباحِيٌّ (146)

Views: 311

د. يوسف عيد

يا صليبَ ربّي!

يا منارةً. لولاك لظلّ الناسُ يتسكّعون في ظلام الهمجيّة، ويتخبّطون في حمأة الأنانيّة الفاجرة، ويتمرّغون في وحول الوثنيّة النتنة !

قَبلكَ، كانت القوّة حقّاً، وبك صار الحقُّ قوَّةً !

قَبلكَ، كان الفقرُ عاراً ولأجلك صار فخراً !

قَبلكَ، كان الصّليب لعنةً وبك صار برَكة !

قبلكَ، كان المالُ سُلطاناً غاشماً ولأجلك غدا للخير أداة!

قبلكَ، كان التواضُع خِسّةً ولأجلك صار عِزّا !

قبلكَ، كانت التضحيةُ جبانةً وبعدك صارت شجاعة!

قبلكَ، كانت المرأةُ متاعاً وبعدك صارت تتمّةً بل نَدًّا !

يا صليبَ ربّي!

ارتفِعْ، في هذه الأيام السود، فوق دور الحكومات، وفي قاعاتٍ تُعقد فيها المؤامراتُ والمؤتمراتُ، ليعرِفَ السّاسةُ والفاسدون والفاسقون أن المعلّقَ عليكَ هو ربُّ السلام والمحبّة والرّحمة والإخاء، وأن تعاليمَه وحدَها تخلّصهم من دنسهم.

يا صليبَ ربّي!

لقد كنتَ علّة افتداءِ الإنسان من الخطيئة، فكُن علّةَ انقاذِ لبنانَ المتألمِ، التائه، المُثخن بالجراحات. دحرِجْ صخرةَ الذلّ والهوانِ عن صَدره، وأقِمْه من القبر الذي دفنَه فيه المتآمرون اليوضاسيّون من كلّ الطوائف والمذاهب والملل.

يا صليب ربّي!

استودِعكَ حُشاشتي وبكَ رجائي أنِ استجِبْ لمن جاء يقرعُ على خشبتك يطلبُ الرحمةَ له ولكلّ إنسان، ولوطني لبنان.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *